الدولة الجديدة
أنشأ فراعنة المملكة الجديدة فترة ازدهار غير مسبوقة بتأمين حدودها وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع جيرانها.
شنت الحملات العسكرية تحت قيادة تحتمس الأول وحفيده تحتمس الثالث مدت نفوذ الفراعنة في سوريا وبلاد النوبة،
تدعيماً للولاء وفتح فرص الحصول على الواردات الحساسة مثل البرونز والخشب.
وبدء ملوك وفراعنة الدولة الحديثة حملة بناء واسعة النطاق لتعزبز الإله أمون،
الذي ازدادت عبادته وكانت مقراً في معبد الكرنك.
كما أنهم شيدوا الصروح لتمجيد الإنجازات الخاصة بهم، سواء كان حقيقيةً أو تخيلاً.
وقد استخدمت الملكة حتشبسوت مثل هذه الدعاية لتضفي شرعية على دعواها إلى العرش.
وتميز عصرها الناجح بالبعثات التجارية إلى بنط، ومعبد جنائزي أنيق،
بالإضافة إلى زوج من المسلات الضخمة ومعبد في الكرنك.
وعلى الرغم من إنجازاتها، سعى ربيب حتشبسوت، تحتمس الثالث لمحو ارثها قبيل نهاية حكمة،
الأمر الذي قد يكون بدافع الانتقام لاغتصابها عرشه.
أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني الجناح مدخل معبد أبو سمبل له.
حوالي العام 1350 ق.م، هُدِدَ استقرار الدولة الجديدة عندما وصل أمنحوتب الرابع إلى العرش،
الذي وضع سلسلة من الإصلاحات الفوضوية والجذرية. بتغير اسمه إلى إخناتون (أي عبد أتون)،
روج أمنحوتب الرابع إله الشمس أتون على أنه الإله الأعلى، وعلى أنه واحدٌ لا شريك له،
ووحد عبادة جميع الآلهة في عبادة أتون، حيث قمع ومنع عبادة آلهة أخرى غير أتون،
وهاجم سلطة وقوة المؤسسة الكهنوتية في ذلك الوقت.
بالإضافة لنقله العاصمة إلى مدينة أخناتون الجديدة (تل العمارنة حالياً)،
ولم يكترث للشؤون الخارجية وانكب على استيعاب نفسه في دينة الجديد وأسلوبه الفني. بعد وفاته،
تم التخلي سريعاً عن عبادة أتون،
وقام كلٌ من توت عنخ أمون وخپر خپرو رع آي، وحورمحب بمسح جميع التفاصيل العائدة لبدعة إخناتون،
أو كما تعرف باسم فترة تل العمارنة.
وعند تولي رمسيس الثاني العرش،
والمعروف أيضاً برمسيس العظيم، وذلك في حوالي 1279 ق.م،
عمل على بناء المزيد من المعابد، وإقامة المزيد من التماثيل والمسلات،
بالإضافة لإنجابه أطفال أكثر من أي فرعون في التاريخ.
وقاد بجراءة في معركة قادش ضد الحيثيين، والتي أسفرت وبعد قتالٍ عنيف دام لأكثر من 15 عاماً،
عن أول وأقدم معاهدة سلام عرفها التاريخ، وكان ذلك في العام 1258 ق.م.
وكانت ثروة مصر ونمائها الاقتصادي والاجتماعي سبباً جعل مصر وأرضها أرضاً مغرية للغزو من القوى الأجنبية،
خاصةً تاريخ ليبيا القديم - الليبيين وشعوب البحر.
تمكن الجيش في بداية الأمر من صد هذه الغزوات وردعها،
ولكن مع زيادة وتكثيف الغزوات فقد مصر السيطرة على أراضي سوريا وفلسطين.
وزاد تأثير التهديدات الخارجية مع تفاقم المشاكل الداخلية مثل الفساد وسرقة المقابر والاضطرابات المدنية.
وقام كبار الكهنة في معبد أمون في طيبة بجمع مساحات شاسعة من الأرض والثروة،
وأدت قوتهم المتزايدة إلى انشقاق البلاد خلال الفترة الوسطى الثالثة (عصر الاضمحلال الثالث).
No comments:
Post a Comment