2014/12/17

جوهر الصقلي (صقلية 928 - القاهرة 28 يناير 992) 
هو أبو الحسن جوهر بن عبد الله، ويعرف أيضاً باسم جوهر الرومي وكان أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، فهو مؤسس مدينة القاهرة وباني الجامع الأزهر وهو من أقام سلطان الفاطميين في الشرق وهو فاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز وينسب جوهر الصقلي للمذهب الشيعى والمعروف أن الفاطميين ينسبون إلى الشيعة. 


سيرة حياة جوهر الصقلي 
ولد جوهر في جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط حوالي ( 316 هـ/ 928 م ) ونسب إليها وكانت صقلية في تلك الفترة إمارة فاطمية. جلب صغيرًا إلى المهدية أيام حكم المنصور بالله الفاطمي وتربى تربية عسكرية وانتظم في سلك الجيش وترقى فيه حتى أصبح بعد ذلك جوهر الصقلي قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين وسلطان العباسيين إلى سلطان الفاطميين. 

 الفتح الفاطمي لمصر 
  حاول الفاطميون فتح مصر ثلاث مرات سابقة حتي تولي الخلافة الفاطمية في بلاد المغرب الخليفة المعز لدين الله الفاطمي سنة 341 هج ، و بدأ في تجهيز جيش ضخم ليفتح به مصر وصل عدده إلي 100 ألف جندي ، وولي علي قيادته جوهر الصقلي . خرجت الحملة في 14 ربيع ثاني سنة 358 هج / فبراير 969 م من مدينة القيروان بقيادة جوهر الصقلي و دخل الاسكندرية فسلمها أهلها بدون قتال. و أدرك أهل الفسطاط أنه لا قبل لهم بصد جيوش الفاطميين فأرسل الوزير جعفر بن الفرات رسولاً من العلويين إلي جوهر الصقلي يطلب منه الأمان ، ووافق جوهر وكتب عهداً بنشر العدل و بث الطمأنينة و ترك الحرية للمصريين في إقامة شعائرهم الدينية. و في 17 شعبان دخل جوهر الصقلي مصر ( الفسطاط ) وخرج الوزير جعفر بن الفرات و سائر الأشراف و العلماء في استقباله و رحبوا به ، و عسكر جوهر في الموضع الذي بنا فيه مدينة القاهرة. و هكذا زال سلطان الخلافة العباسية و الحكم الإخشيدي في مصر بدون قتال ولا ضربة سيف واحدة و أصبحت مصر ولاية فاطمية في دولة تمتد من المحيط الأطلنطي غرباً إلي البحر الأحمر شرقاً و استمرت كذلك لمدة 200 عام. 

 أعمال جوهرالصقلي في مصر 
حكم جوهر الصقلي مصر حوالي ثلاث سنوات من 969 م / 358 هـ إلي 972 م / 362 هـ كإحدي الولايات الفاطمية نائباً عن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي . كان جوهر الصقلي حاكماً عادلاً يجلس للمظالم بنفسه و يرد الحقوق لأصحابها و يضرب علي أيدي المفسدين و مثيري الإضطرابات. ، كما كان يمنع الجند المغاربة من الإعتداء علي الأهالي. أسس جوهر الصقلي القاهرة ، رابع عواصم مصر الإسلامية ، لتكون مقراً لحكم الخليفة الفاطمي في مصر. و كان مساحتها الأولية 340 فداناً علي شكل مربع طول ضلعه 1200 متر تقريباً ، و كانت تمتد من منارة جامع الحاكم شمالاً إلي باب زويلة جنوباً و يحد من المدينة شرقاً تلال المقطم و من الغرب الخليج الكبير و من الجنوب مدينة القطائع ، كما قام ببناء سور يحيط بمدينة الجديدة من الطوب اللبن له ثمانية أبواب هي : باب زويلة و باب الفرج من الجنوب و باب الفتوح و باب النصر من الشمال و باب القراطين ( باب المحروق) و باب البرقية من الشرق و باب القنطرة في الغرب.
بنى جوهر الصقلي قصراً كبيراً لإقامة الخليفة الفاطمي و كان يقع بالقرب من السور الشرقي لذلك سمي بالقصر الشرقي. و كان يمتد من الموضع الذي يوجد به المشهد الحسيني الآن إلي الجامع الأقمر تقريباً و كانت له تسعة أبواب: ففي الناحية الشرقية كانت توجد أبواب العيد و الزمرد و قصر الشوك و الناحية الغربية كانت توجد أبواب البحر و الذهب و الزهومة ، و الناحية الجنوبية كانت توجد أبواب تربة الزعفران و الديلم و في الناحية الشمالية باب واحد هو باب الريح. 


  نشر المذهب الشيعي 
عمل الفاطميون منذ أول يوم لهم علي تحويل أهل مصر إلي المذهب الشيعي، و لكن بدون إجبار. فأمر جوهر الصقلي المؤذنين في المساجد بأن يؤذنوا بحي علي خير العمل بدلاً من حي علي الفلاح – و هو مذهب الشيعة في الآذان. كما أنشأ الجامع الأزهر ليكون مركزاً يتلقي الناس فيه عقائد المذهب الشيعي، و الذي سعي إلي نشره بالطرق السلمية و الترغيب. فكان يقوم بتعيين معتنقي المذهب الشيعي من المصريين في مناصب الدولة المهمة. بدأ جوهر الصقلي بناءه للمسجد الجامع ، الذي سمي بعد ذلك جامع الأزهر ، في أبريل سنة 970 م / جمادي الآخر 359 هـ، و اتمه في يونية سنة 972 م / 361 هـ. 
و كانت مساحة الأزهر عند بنائه نصف مساحته الحالية التي تبلغ الآن 12000 متراً مربعاً. ووصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمى إلى مصر فى رمضان 362هـ/ يونيو 973م واتخذها مقراً له، وأصبحت مصر منذ ذلك الحين وطيلة حكم الفاطميين دار خلافة بعد أن كانت دار إمارة، وأصبحت القاهرة عاصمة لهذه الدولة. وعندما توفي المعز عام 365 هــ/ 976 م، تولى الخلافة من بعده الخليفة العزيز بالله، وفي عهده استولي أفتكين من البويهيين علي دمشق وطرد حاكمها من قبل الفاطميين ريان الخادم وجعل الخطبة في بلاد الشام للخليفة العباسي بعد أن كانت للخليفة الفاطمي ، فقرر الخليفة العزيز أن يستعين بجوهر الصقلي لاستعادة ملكه في الشام، فخرج جوهر الصقلي ليستعيد دمشق وحاصرها سبعة أشهر، فأرسل أفتكين إلي الحسين بن أحمد من القرامطة لينضم إليه في قتال الفاطميين فأجابه وسار بجيش إلي دمشق. لما وجد جوهر نفسه أمام جيشين ، جيش أفتكين وجيش القرامطة ، 
فضل الرجوع إلي مصر ، فما كان من أفتكين والحسين القرمطي إلا أن طمعوا في هزيمته فأتبعوه وتقابلوا عند مدينة الرملة في فلسطين، فأرسل جوهر الصقلي إلى الخليفة العزيز يطلب منه دعماً عسكرياً، فخرج الخليفة العزيز بالله بنفسه في جيش عظيم استطاع به أن يهزم أفتكين والقرامطة ويشتت شملهم ويستعيد دمشق سنة 368 هـ/ 979 م. وكانت وفاة القائد جوهر الصقلى فى 28 يناير 992م.

No comments:

Post a Comment