آثار القاهرة - جروپى Groppi - جاكومو جروبى - Giacomo Groppi
چاكومو جروپى (Giacomo Groppi) (اتولد 1863 - مات 1947)
كان حلوانى سويسرى هاجر لمصر سنه 1884، و نجح مع ابنه أكيللى فى تأسيس شركه باسم عيلته جروبى
و كان أول واحد يدخل الچيلاتى (ايس كريم) مصر.
جروپى Groppi - قطعة جاتوه يتناثر سكرها في كتاب اسمه التاريخ
يرتبط بتاريخ مصر سياسيا واجتماعيا فيختلط به الزمان والمكان
سلسله محلات جروبى الشهيره
«قطعة جاتوه يتناثر سكرها في كتاب اسمه التاريخ».
هذه العبارة يمكن أن تلخص، أو على الأقل تعطي صورة حية عن «جروبي» أشهر محلات الحلوى والآيس كريم في مصر.
الآلاف من الشباب في مصر الآن لا يرى في جروبي أكثر من مقهى عتيق وسط البلد،
يقدم الشاي والجاتوه في أجواء كلاسيكية مملة، وكأنه مشهد معاد من فيلم أبيض وأسود قديم جروبي هو الإجابة،
والبداية وكلمة السر صانع الحلويات السويسري چاكومو جروپى (Giacomo Groppi)
فروعه
ليه فروع منتشره فى اسكندريه من سنة 1890
بعدين عمل فروع فى القاهره سنه 1909 و 1925.
ليه فرع فى ميدان طلعت حرب (سليمان باشا زمان)،
فرع فى شارع عدلى. ابنه اكيللى اسس محل الامريكين،
كبديل لمحل جروبى للافنديه و الموظفين و الطلبه اللى ماكنتش امكانياتهم الماليه بتساعدهم على دخول جروپى
و شرا حاجات منه و اللى كان محل العيله المالكه للحلويات و المحل اللى الباشوات و اللى معاهم فلوس بيشتروا منه.
شيزار وبيانكى" آخر ورثة المحل عن جدهم ومؤسسه "جروبى" باعوا المحل للشركة العربيه للأغذيه سنه 1981 .
الشركة العربيه للأغذيه , عبد العزيز لقمة، مؤسس مجموعة لقمة، مالكته الحالية، حافظت علي طابع المحل التقليدي من حيث الشكل والمضمون.
وأشهر الفروع فرع طلعت حرب،
الذي يشغل حتى اليوم موقعه المميز بميدان سليمان باشا في مبنى فخم ضخم من طراز الباروك،
ويعتبر من كنوز مصر المعمارية في عصرها الحديث. أما عن مدخل المحل المكسو بالفسيفساء الملونة والرسوم المبهجة،
فلا يخلو هو الآخر من ذكرى وحكاية
مفتاحها كلمة (قفير النحل) التي تجدها مكتوبة بخط واضح تحت قدميك وأنت تخطو خطواتك الأولى بالمكان،
البعض يظن أنها تميمة تجلب الحظ السعيد لعتبة المحل وزبائنه، لكن يسرى مدير جروبي، يقول إن الكلمة بمعنى خلية النحل،
وكان ذلك رمزا للحركة الزائدة في المكان، ليس فقط بسبب الزبائن والضيوف،
ولكن لوجود بدروم للمحل فيه مئات العمال والطباخون في حالة عمل وتدريب لا تكاد تتوقف،
من كثرة البيع والطلب على الحفلات والولائم. أمين سعيد، رجل عجوز،
ملامحه وشعره الأبيض كالثلج ينبئ بأنه بلغ الستين عاما أو يزيد، منها أربعون عاما، قضاها متصلة في جروبي،
يبيع الشوكولاته والفونضام والمارون جلاسيه، الذي لا يعرف قدره أو طعمه غير زبائن جروبي (الهاي) على حد تعبير عم أمين،
وقد أكمل مبتسما: «الست أم كلثوم كانت تأتى وتتناول (افطارها) هنا في جروبي،
وتشتري منى الجبنة والشوكولاته، والست فاتن حمامة أيضا من زبائن المحل القدامى،
والسيدة جيهان السادات كانت تأتى لجروبي عدلي وتشترى الشوكولاته بنفسها،
وأولاد السادات كلهم كانوا حتى وقت قريب يأتون، ويشترون مني الجاتوه».
وهنا كانت تجلس أسمهان، وعلى هذه المائدة كان يجلس كامل الشناوي،
يقرأ جرائد الصباح ويكتب الشعر ويشرب عصيره المفضل. الفنان أحمد رمزي كان يتردد على جروبي بصفة شبه يومية مع أصدقائه،
حتى عيزرا وايزمان – الذي صار فيما بعد رئيسا لإسرائيل
كان يتناول إفطاره يوميا في جروبي طوال فترة وجوده في مصر كجندي يهودي بالجيش الانجليزي وعلى قدر أهمية جروبي وزبائنه،
يدلنا حادث آخر خطير، تكشفت تفاصيله عام 1960 ـ عهد عبد الناصر
حين سقطت شبكة جواسيس تعمل لصلح الموساد الإسرائيلي، وهو ما عرف وقتها بعملية سمير الإسكندراني،
الذي أوقع بعشرة جواسيس من العيار الثقيل، كان أحدهم جورج استاماتيو أحد عمال جروبي
وهكذا يبدو جليا أن جروبي لم يكن مجرد مقهى بقدر ما هو رمز عميق الدلالة والتأثير في الحياة المصرية،
ومشروع ثقافي شديد الوجاهة، له تقاليد أرستقراطية نبيلة، عكست صورة النهضة في تلك الفترة من تاريخ مصر.
في حديقته الخلفية الواسعة أقيمت الحفلات الراقصة والعروض السينمائية الجديدة،
وفيه ظهرت فرق الموسيقى الأوروبية، وعلى يده عرفت مصر أنواعا جديدة من العصائر والمربى والجبن والحلوى والكريم شانتيه،
وأجود أنواع الشوكولاته والمارون جلاسيه،ييذكر فاضل الأيام اتي كان فيها فؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد ،
من الرواد المداومين على فرع عدلي باشا كما يقول إن الروائي نجيب مجفوظ الحائز على جائزة نوبل
كان يتردد على جروبى لقراءة الصحف هناك
ماذا لو كانت الجدرن تتكلم ، مقهى جروبى تجسيد لقرابة مئة عام من تاريخ مصر ومجتمعها المتأنق والمؤثر ،
هذا المجتمع الذي لم يعد موجوداً إلا في ذاكرة تخبو يوماً بعد يوم لدى أولئك المحظوظين ليكونوا جزءاً من ذلك العالم المثير والمتألق .
للأسف ليس هناك من شك في أن كل ما تبقى من أيام مصر الجميلة وعصر أمجاد جروبى
لن نجده قريباً سوى في أرشيفات السينما أو في بطون كتب الروايات وسير الشخصيات التاريخية .
چاكومو جروپى (Giacomo Groppi) (اتولد 1863 - مات 1947)
كان حلوانى سويسرى هاجر لمصر سنه 1884، و نجح مع ابنه أكيللى فى تأسيس شركه باسم عيلته جروبى
و كان أول واحد يدخل الچيلاتى (ايس كريم) مصر.
جروپى Groppi - قطعة جاتوه يتناثر سكرها في كتاب اسمه التاريخ
يرتبط بتاريخ مصر سياسيا واجتماعيا فيختلط به الزمان والمكان
سلسله محلات جروبى الشهيره
«قطعة جاتوه يتناثر سكرها في كتاب اسمه التاريخ».
هذه العبارة يمكن أن تلخص، أو على الأقل تعطي صورة حية عن «جروبي» أشهر محلات الحلوى والآيس كريم في مصر.
الآلاف من الشباب في مصر الآن لا يرى في جروبي أكثر من مقهى عتيق وسط البلد،
يقدم الشاي والجاتوه في أجواء كلاسيكية مملة، وكأنه مشهد معاد من فيلم أبيض وأسود قديم جروبي هو الإجابة،
والبداية وكلمة السر صانع الحلويات السويسري چاكومو جروپى (Giacomo Groppi)
فروعه
ليه فروع منتشره فى اسكندريه من سنة 1890
بعدين عمل فروع فى القاهره سنه 1909 و 1925.
ليه فرع فى ميدان طلعت حرب (سليمان باشا زمان)،
فرع فى شارع عدلى. ابنه اكيللى اسس محل الامريكين،
كبديل لمحل جروبى للافنديه و الموظفين و الطلبه اللى ماكنتش امكانياتهم الماليه بتساعدهم على دخول جروپى
و شرا حاجات منه و اللى كان محل العيله المالكه للحلويات و المحل اللى الباشوات و اللى معاهم فلوس بيشتروا منه.
شيزار وبيانكى" آخر ورثة المحل عن جدهم ومؤسسه "جروبى" باعوا المحل للشركة العربيه للأغذيه سنه 1981 .
الشركة العربيه للأغذيه , عبد العزيز لقمة، مؤسس مجموعة لقمة، مالكته الحالية، حافظت علي طابع المحل التقليدي من حيث الشكل والمضمون.
وأشهر الفروع فرع طلعت حرب،
الذي يشغل حتى اليوم موقعه المميز بميدان سليمان باشا في مبنى فخم ضخم من طراز الباروك،
ويعتبر من كنوز مصر المعمارية في عصرها الحديث. أما عن مدخل المحل المكسو بالفسيفساء الملونة والرسوم المبهجة،
فلا يخلو هو الآخر من ذكرى وحكاية
مفتاحها كلمة (قفير النحل) التي تجدها مكتوبة بخط واضح تحت قدميك وأنت تخطو خطواتك الأولى بالمكان،
البعض يظن أنها تميمة تجلب الحظ السعيد لعتبة المحل وزبائنه، لكن يسرى مدير جروبي، يقول إن الكلمة بمعنى خلية النحل،
وكان ذلك رمزا للحركة الزائدة في المكان، ليس فقط بسبب الزبائن والضيوف،
ولكن لوجود بدروم للمحل فيه مئات العمال والطباخون في حالة عمل وتدريب لا تكاد تتوقف،
من كثرة البيع والطلب على الحفلات والولائم. أمين سعيد، رجل عجوز،
ملامحه وشعره الأبيض كالثلج ينبئ بأنه بلغ الستين عاما أو يزيد، منها أربعون عاما، قضاها متصلة في جروبي،
يبيع الشوكولاته والفونضام والمارون جلاسيه، الذي لا يعرف قدره أو طعمه غير زبائن جروبي (الهاي) على حد تعبير عم أمين،
وقد أكمل مبتسما: «الست أم كلثوم كانت تأتى وتتناول (افطارها) هنا في جروبي،
وتشتري منى الجبنة والشوكولاته، والست فاتن حمامة أيضا من زبائن المحل القدامى،
والسيدة جيهان السادات كانت تأتى لجروبي عدلي وتشترى الشوكولاته بنفسها،
وأولاد السادات كلهم كانوا حتى وقت قريب يأتون، ويشترون مني الجاتوه».
وهنا كانت تجلس أسمهان، وعلى هذه المائدة كان يجلس كامل الشناوي،
يقرأ جرائد الصباح ويكتب الشعر ويشرب عصيره المفضل. الفنان أحمد رمزي كان يتردد على جروبي بصفة شبه يومية مع أصدقائه،
حتى عيزرا وايزمان – الذي صار فيما بعد رئيسا لإسرائيل
كان يتناول إفطاره يوميا في جروبي طوال فترة وجوده في مصر كجندي يهودي بالجيش الانجليزي وعلى قدر أهمية جروبي وزبائنه،
يدلنا حادث آخر خطير، تكشفت تفاصيله عام 1960 ـ عهد عبد الناصر
حين سقطت شبكة جواسيس تعمل لصلح الموساد الإسرائيلي، وهو ما عرف وقتها بعملية سمير الإسكندراني،
الذي أوقع بعشرة جواسيس من العيار الثقيل، كان أحدهم جورج استاماتيو أحد عمال جروبي
وهكذا يبدو جليا أن جروبي لم يكن مجرد مقهى بقدر ما هو رمز عميق الدلالة والتأثير في الحياة المصرية،
ومشروع ثقافي شديد الوجاهة، له تقاليد أرستقراطية نبيلة، عكست صورة النهضة في تلك الفترة من تاريخ مصر.
في حديقته الخلفية الواسعة أقيمت الحفلات الراقصة والعروض السينمائية الجديدة،
وفيه ظهرت فرق الموسيقى الأوروبية، وعلى يده عرفت مصر أنواعا جديدة من العصائر والمربى والجبن والحلوى والكريم شانتيه،
وأجود أنواع الشوكولاته والمارون جلاسيه،ييذكر فاضل الأيام اتي كان فيها فؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد ،
من الرواد المداومين على فرع عدلي باشا كما يقول إن الروائي نجيب مجفوظ الحائز على جائزة نوبل
كان يتردد على جروبى لقراءة الصحف هناك
ماذا لو كانت الجدرن تتكلم ، مقهى جروبى تجسيد لقرابة مئة عام من تاريخ مصر ومجتمعها المتأنق والمؤثر ،
هذا المجتمع الذي لم يعد موجوداً إلا في ذاكرة تخبو يوماً بعد يوم لدى أولئك المحظوظين ليكونوا جزءاً من ذلك العالم المثير والمتألق .
للأسف ليس هناك من شك في أن كل ما تبقى من أيام مصر الجميلة وعصر أمجاد جروبى
لن نجده قريباً سوى في أرشيفات السينما أو في بطون كتب الروايات وسير الشخصيات التاريخية .
No comments:
Post a Comment